التغير المناخى وفيروس كورونا بقلم د. جميل جورجي

أحد, 05/03/2020 - 13:30

كان من الطبيعى أن يُطرح ذلك التساؤل حول العلاقة مابين ظاهرة التغير المناخى وسرعة انتشار فيروس كورونا  وما إذا كان هناك علاقة مباشرة بين تلوث الهواء والفيروس؟ هذا نموذج للعديد من التساؤلات التى طرحت خلال الشهور الثلاثة الماضية بعد انتشار ذلك الوباء العالمي الذى يعد الحدث الأكبر فى هذا القرن.. فيما يتعلق بالتساؤل  حول العلاقة مابين التغير المناخى وإنتقال العدوى والإصابة بفيروس كورونا يؤكد العلماء على أنه حتى الأن لايوجد تحت أيديهم  دليل مباشر على أن التغير المناخى يؤثر على انتشار الفيروس.. 

ولكن مايؤكد عليه العلماء هو أن التغير المناخى يؤثر على العديد من الأنواع  والكائنات التى تعد ذات أهمية  فى التأثير على صحة الإنسان  من خلال تعرضة للعدوى.. إذ أنه عندما ترتفع درجة حرارة الأرض  فإن الكثير من هذه الأنواع تتجه إلى الهجرة سواء تلك  التى تعيش على اليابسة أو فى البحار بمختلف أحجامها  إلى القطب من أجل التخلص من هذه الحرارة .. ومايعنيه ذلك هو أن هذه الحيوانات سوف تختلط بأنواع أخرى من الحيوانات  وهو مايؤدى إلى إتاحة الفرصة للإصابة بالعدوى وتصبح حاملة للفيروسات التى توجد فى هذه البيئات، ناهيك عن أن العديد من الأسباب التى تؤدى إلى ظاهرة التغير المناخى  تكون فى ذات الوقت من العوامل التى تزيد من مخاطر انتشار الأوبئة مثل إزالة الغابات وذلك بغرض زراعة المحاصيل الغذائية فى معظم الأحوال .. ويؤدى ذلك  إلى فقدان المأوى والبيئة الملائمة بالنسبة للعديد من هذه الأنواع  وهو مايدفعها إلى الهجرة والاختلاط بأنواع أخرى من الحيوانات والبشر ومشاركتهم  الجراثيم التى يحملونها ، كما أن الثروة الحيوانية الضخمة  يمكن أن تسهم أيضاً  فى انتشار العدوى التى تنتقل من الحيوانات إلى البشر  لذلك فإن تقليل الاستهلاك من اللحوم يمكن  أن يحد من معدل الإصابة بالعدوى والتقليل من انبعاثات غازات الصوبة ..بينما ينصرف التساؤل الثانى إلى العلاقة مابين تلوث الهواء  وخطر الإصابة بفيروس كورونا؟ الإجابة هى أن من يتعرضون  لمعدلات عالية من تلوث الهواء  عادة مايكونون هم  الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى عن هؤلاء الذين يتعرضون لمعدلات أقل من تلوث الهواء والذين يستنشقون هواء نقى والذين لايدخنون..أن تلوث الهواء  يكون فى العادة مقترناً بالعديد من الأمراض التى تصيب الجهاز التنفسى والذين يصبحون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، وفى أحد الدراسات  المتعلقة بمرض سارس الذى يعد شبيهاً بفيروس كورنا توصلت إلى أن حالات الوفاة فى الأشخاص الذين يتعرضون للهواء الملوث أكثر عرضة للوفاة  بالعدوى .. كما أنه فى تلك المناطق التى يعد تلوث الهواء  بمثابة مشكلة اعتيادية يصبح من الضروروى إعطاء قدر أكبر من الانتباه والرعاية لهؤلاء الذين هم أكثر عرضة للإصابة  بالعدوى مثل من لامأوى لهم والذين لايوجد فى منازلهم  منقيات للهواء..أن مثل هؤلاء الأشخاص هم الأولى بالعناية  ولاسيما فى تلك الأوقات التى ينتشر فيه وباء كورونا عن أى وقت مضى.. وفى أحد الدراسات  التى أُجريت حول  العلاقة بين التعرض للهواء الملوث وانتشار فيروس كورونا قد توصلت إلى أن التعرض الكبير لتلوث الهواء يزيد من معدلات الوفاة بالفيروس.. وفى أحد الدراسات التى أُجريت فى الصين  حول العلاقة بين  التلوث البيئي  وسرعة انتشار الفيروس توصلت إلى أن رداءة نوعية الهواء فى الصين ربما كانت السبب فى  زيادة انتشار العدوى  التى تؤدى إلى الإصابة بالأنفلونزا .. ومن الأسئلة التى طرحت فى هذا الصدد.. هل يوجد علاقة بين الطقس الدفئ وانتشار فيروس كورونا ؟ هنا يؤكد العلماء إنهم ليس لديهم دليل  فيما يتعلق  بالعلاقة بين تغير الطقس والحد من انتشاره وقالوا بأنه لايجب أن نعول على الطقس الدافئ فى الحد مناإنتقال المرض.. إذ أن مايتوجب  علينا  فعله الأن هو أن نعمل كل ما فى وسعنا وما فى متناول أيدينا فى الوقت الحالى للحد والتقليل من انتشار الفيروس وهو مايعنى الالتزام بالنصائح  التى يقدمها لنا خبراء الصحة العامة ونتبع غسيل الأيدى والتعامل عن بعد إلى جانب العديد من التعليمات  الأخرى.. وفى حقيقة الأمر قد أصبح هناك قناعة لدى العلماء بأن التغير المناخى  قد جعل الظروف أكثر ملائمة  لانتشار الفيروسات  وبعض من الأمراض المعدية مثل الملاريا وحمى الدنجا وتلك الأمراض التى تصيب الإنسان نتيجة تلوث التى يحملها الذباب..وإن كان من الصعب التنبؤ بالمخاطر التى يمكن أن تصيب الإنسان فى المستقبل إلا أنه من المستقر عليه أن التغير المناخى قد ضرب العديد من الجبهات  والتى تعنى متى وأين تظهر الإصابة ومنها ارتفاع  درجات الحرارة و تغير النماذج المطيرة وهو مايتوجب أن نبذل قصارى جهدنا للحد من انبعاثات غازات الصوبة وتقليل الدفء العالمى إلى 1,5 درجة مئوية

 

التصنيف: