منظمات المجتمع المدني في بلادنا، ككل قطاعات العمل الجمعوي، تكتسب مصداقيتها مما تقوم به من أنشطة تكون لها فائدة على المجتمع. فهي بذلك تكمل العمل الحكومي وتساعد في التنمية المحلية وتوعية السكان وحل مشاكلهم دون انتظار التدخل الحكومي الذي قد يتأخر بسبب إكراهات الموارد البشرية والمالية وترتيب الأولويات وتكرر الاحتياجات في كثير من مناطق الوطن.
الناشطون في مجال المجتمع المدني هم في العادة أطر مجربون خدموا البلد كموظفين أو خبراء أو حتى رجال أعمال، قادتهم قناعاتهم إلى أن تحقيق التنمية ليس مسؤولية الحكومة وحدها بل يتطلب تضافر جهود الجميع فاستغلوا جهودهم ووقتهم ومالهم وعلاقاتهم في جلب المشاريع وإنشاء الشراكات التنموية مع فاعلين داخليين وخارجيين وأنجزوا على أرض الواقع مشاريع تنموية محلية أنعشت الحركة الاقتصادية في قرى وتجمعات كانت تعيش على الهامش ووفرت فرص العمل ومولت أنشطة مدرة للدخل. هذه الجهود تتماشى مع اتجاه الحكومة لتعزيز اللامركزية والتنمية المحلية.
من أقدم هذه المنظمات الجادة منظمة "العمل من أجل البيئة" التي يقودها الناشط المدني أحمد فال ولد بوموزونة والتي أحصله بموجب المرسوم رقم 072/2007 يتضمن الاعتراف بالنفع العام لرابطت العمل من اجل البيئة.
فرغم الانشغالات التجارية والمسؤوليات الإدارية لرئيسها، استطاعت منظمة "العمل من أجل البيئة" جلب الكثير من المشاريع وتنفيذها في مختلف مناطق الوطن، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
- الحصول على العديد من الاعتمادات من منظومة الأمم المتحدة في إطار حقوق الإنسان والحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة؛
- تنفذ حاليا مشروع "الصرف الصحي البيولوجي" وهو مفهوم بيوتكنولوجي لتنقية مياه الصرف الصحي المنزلية باستخدام عملية الحفرة البيولوجية، بالشراكة مع منظمة غير حكومية ألمانية؛
المشروع الأوروبي DESAL+، المعهد التكنولوجي لجزر الكناري شراكة DESAL+ ITC: تركيب وحدة تحلية مياه في منطقة لكويشيش أتبع الي بلدية تيكند عند الكيلومتر 93 جنوب انواكشوط توفر 80م3 الى 120م3 من مياه الشرب بالطاقة الشمسية مع مصنع ثلج وخزان مياه شرب سعة 60 متر مكعب؛
- بالشراكة مع منظمة الأغذية والزراعة/مرفق البيئة العالمية: مشروع استعادة الأنواع والبيئة برنامج الإدارة البيئية المتكاملة من أجل التنمية البشرية المستدامة في موريتانيا؛ مشروع استعادة الأنواع والبيئات برنامج الإدارة البيئية المتكاملة من أجل التنمية البشرية المستدامة في موريتانيا؛
- EPTISA -LM Landel – المرحلة الثانية من برنامج التحالف الموريتاني ضد
- تغير المناخ - AMCC2-، وزارة البيئة والتنمية المستدامة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي ومنظمة "العمل من أجل البيئة" - برنامج AMCC2 الذي يتدخل 5 ولايات - الترارزة، لبراكنة، لعصابة، غورغول و غيديماغا.
هذا غيض من فيض وقد أنجزت المنظمة الكثير من المشاريع غيره يمكن التأكد منها عن طريق الانترنت ومن موقعها.
على أية حال، أعتقد أنه أصبح من الضروري تحديد معايير موضوعية لتكريم هذه المنظمات حتى لا تتأثر مصداقية الحكومة لدى الشركاء. إن تكريم المنظمات غير الحكومية التي ليس لها إنجازات على الأرض وإشراكها في مشاريع ممولة من الشركاء أو من أموال الشعب يعتبر فسادا ويؤدي إلى الفشل والإفلاس.
وأود أن أؤكد هنا أنني أحترم العمل المجتمعي وهو عمل نبيل يستحق الناشطون فيه التأطير والتكوين. وعليه فإني أدعو إلى إشراكهم في عملية البناء الجارية وتوفير التأطير والتكوين اللازمين لنجاح عملهم.
إن منظمة العمل من أجل البيئة غير الحكومية مستعدة للمساهمة في تأطير هؤلاء الفاعلين في المجتمع المدني وتضع تجربتها وخبرتها في متناول الإدارة لتكوين هذه المنظمات غير الحكومية وتدريبها.
إن لم يكن العمل الميداني وجلب الشركاء وتنفيذ المشاريع في مختلف نواحي الوطن هي أهم المعايير التي يجري على أساسها اختيار وتوشيح منظمات المجتمع المدني، فما هي المعاير الأخرى؟ أم أن الاختيار يتم في الخفاء وفق معايير المحسوبية والواسطة والقرابة؟
نرجو من أصحاب القرار مراجعة هذا الخطأ وإعادة الاعتبار لمنظمة "العمل من أجل البيئة" التي قدمت ولا زالت تقدم الكثير لهذا البلد.
الإنصاف من شيم الكرام.
محمد فال بوموزونة
رئيس منظمة " العمل من أجل البيئة"
ناشط في المجتمع المدني