واستهدفت الندوة استعراض المواضيع التي تعنى بالترابط بين الأمن المائي وقضايا النوع الاجتماعي في المنطقة العربية في سياق الاعتبارات الجيوسياسية الحالية والعمل عليها، والقاء الضوء بشكل منهجي على الفروقات بين الجنسين في ما يتعلق بالأمن المائي والسلام والنوع الاجتماعي كأحد أكثر الآليات فعالية لبناء القدرة على التكيّف. ويتطلب تحقيق هذه القدرة على التكيّف أيضًا وضع اعتبارات جادة لرصد وتقييم مراعاة منظور النوع الاجتماعي في البيانات والمؤشرات والرصد والمتابعة، لذا هدفت الندوة أيضا إلى تعزيز القدرات الوطنية للمنطقة العربية لإدراج الأمن المائي ومراعة النوع الاجتماعي في خططها واستراتيجياتها الوطنية.
كما هدفت الندوة بشكل خاص إلى تعزيز قدرة الموظفين الحكوميين وغير الحكوميين في المنطقة على صياغة وتنفيذ الاستراتيجيات والسياسات والأطر والبرامج لدعم الأهداف 3 و 5 و 6 و 16 من أهداف التنمية المستدامة لخطة التنمية المستدامة لعام 2030 .
وقد خرجت الندوة بعدة نتائج أهمها تطوير طرق يمكن من خلالها اعتبار المراة أهم عوامل التغيير، بما في ذلك النُهج التي يمكن أن تساعد على تجاوز الصور النمطية لدور المرأة في الأمن المائي، ولا سيما النساء اللاجئات والنساء ربات الأسر المعيشية، والمساعدة في إحداث تغييرات حقيقية في السلوك والسياسة، وكذلك صياغة توصيات قابلة للتنفيذ لتعميم منظور المساواة بين الجنسين في تخطيط السياسات وتنفيذ سياسات المياه على مستوى المجتمع بما في ذلك مجتمعات اللاجئين، الى جانب التعبئة المجتمعية بهدف تحقيق نتائج إيجابية متعلقة بالصحة من خلال تحسين المعرفة وتطبيق ممارسات نظافة صحية أفضل، علاوة على إدراج النساء للعمل كمحاورات في أوقات النزاع وفي تعزيز حل النزاع وإعادة البناء في مرحلة ما بعد النزاع.
وتم خلال الندوة إعداد تقييم استنادًا إلى تجارب بعض البلدان كالأردن ولبنان وفلسطين والسودان والجمهورية العربية السورية واليمن لإدراج برامج المرأة والأمن المائي، من خلال تبادل الخبرات المكتسبة والممارسات السليمة بقصد تيسير وصول النساء إلى المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية والمساهمة في نهاية المطاف في بناء السلام والتنمية المستدامة.
وقد شارك في هذه الندوة ممثلو الدول العربية الأعضاء وممثلو المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية ذات الصلة بالإضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني والخبراء الإقليميين. وشاركت «رائد » في هذه الندوة من خلال العرض الذي قدمته د. سهير الريس المنسق الوطني لرائد بسوريا ورئيس جمعية الساحل السوري لحماية البيئة عرضت فيه التحديات والصعوبات التي تواجه المرأة في البيت والمجتمع لتحصيل خدمات المياه في إطار الوضع الحالي في سوريا حيث شرحت حالة الموارد المائية في سوريا والعجز المائي والذي من اسبابه ندرة الموارد المائية وزيادة الطلب عليها، وقلة الهطولات المطرية، مع سوء إدارة الموارد المائية وعدم ترشيد استخدامها، وارتفاع معدل النمو السكاني إضافة إلى مشكلة النزوح، الى جانب توسع الأراضي الزراعية المروية، وكذلك تداعيات الحرب في سوريا.
كما عرضت لمشروع تحسين الرصد والإبلاغ حول الحصول على إمدادات المياه وخدمات الصرف الصحي في الدول العربية (لبنان –العراق –سوريا – الأردن) حيث نفذته جمعية الساحل السوري في الجمهورية السورية بالتعاون مع الشبكة العربية للبيئة والتنمية والاسكوا والجمعية العربية لمرافق المياه.