قبل ما يقرب من 48 عاما، وبالتحديد في 22 أبريل 1970 ، خرج 20 مليون أميركي في مسيرات شاسعة إلى الشوارع والمتنزهات للتظاهر من أجل بيئة صحية ومستدامة واحتجاجاً على الآثار السلبية ل 150 سنة من التنمية الصناعية وما خلفته من تدهور للبيئة، سواء التسربات النفطية، ومياه الصرف الصحي، والمكبات السامة، وتناثر سحب الدخان المميتة، بالاضافة الى تراجع كبير في التنوع البيولوجي وفقدان الحياة البرية نتيجة الاستخدام الكثيف للمبيدات الزراعية والملوثات الأخرى. حقق خلالها يوم الأرض 1970 مواءمة سياسية نادرة، ونجح في حشد الدعم من الجمهوريين والديموقراطيين، الأغنياء والفقراء، سكان المدينة والمزارعين، وأقطاب الأعمال والقادة العماليين
وقد صاحب هذه الصحوة تزايد الوعي البيئي العالمي الأمر الذي ادى الى استجابة سريعة من الكونجرس الأميركي والرئيس نيكسون آنذاك، وتم في يوليو من نفس العام أنشاء وكالة حماية البيئة، ووضع قوانين بيئية قوية مثل قانون المياه النظيفة وقانون الأنواع المهددة بالانقراض
ومع اقتراب عام 1990 ، طالبت مجموعة من القادة البيئيين تنظيم حملة كبيرة أخرى، وفي هذه المرة أصبح يوم الأرض يوماً عالمياً، شارك فيه حوالي 200 مليون شخص من 141 بلداً، أعطى خلاله دفعة كبيرة لجهود إعادة التدوير في جميع أنحاء العالم وساعد في تمهيد الطريق لقمة الأرض للأمم المتحدة عام 1992 في ريو دي جانيرو.
ومع اقتراب الألفية، تم الاتفاق على قيادة حملة أخرى، للتركيز على الاحترار العالمي والطاقة النظيفة. وفي هذه المرة تم الاعتماد بشكل كبير على قوة الانترنت للوصول إلى مئات الملايين من الأشخاص في 184 بلداً للمشاركة في تلك التظاهرة على مستوى العالم كرسالة واضحة الى قادة وحكام العالم مفادها أن البشر جميعاً يريدون عملً سريعًا وحاسماً بشأن الاحترار العالمي والطاقة النظيفة
وها نحن اليوم نشهد احتفال أكثر من مليار شخص من 192 بلداً حول العالم بيوم الأرض بعد ان أصبح حدثأ عالميًا كل عام، شاهداً ومؤكداً على ضرورة العمل المشترك لحماية كوكب الأرض.
إنه يوم العمل السياسي والمشاركة المدنية .. الناس يسيرون ويوقعون التماسات ويزرعون الأشجار وينظفون مدنهم. كذلك تستخدم الشركات والحكومات ذلك لتقديم تعهدات وإعلان تدابير بيئية اكثر استدامة
إعداد/ محمد حسين