يتميز موضع نواكشوط بسلسلة الكثبان الرملية المتجهة من الشمال إلى الجنوب الغربي، والتي تفصلها منخفضات بين الكثبان ذات أعماق مستوية. وقد يصل ارتفاع هذه الكثبان إلى حوالي 20 متر وأغلبها من الكثبان الزاحفة.
هذه الكثبان الزاحفة تتخلل المدينة وتشكل عائقا في للاستصلاح الحضري. ورغم ذلك فتمدد أطراف المدينة جعل الكثير منها داخلا الآن في النسيج الحضري. في حين أن تشييد البنى التحتية (مد الطرق وأنابيب المياه) مكلفا إلى حد كبير في المناطق الرملية. وهذا ما يفسر جزئيا بعض التقطعات في النسيج الحضري وفي الشبكات، ومن ثم ضعف مستوى تجهيز بعض الأحياء.
هذه المجالات الرملية ما بين الأحياء الحضرية تشكل كذلك مصدرا جاهزا لبعض مواد البناء الدقيقة والحرة التي تحملها الاضطرابات الهوائية أو الحرارية والرياح القوية. ذلك انه بفعل الموقع على هامش الشاطئ، تعرف نواكشوط عددا من الأيام المجرحة سنويا. هذه الخاصية التي تجعل نواكشوط معرضة أكثر لزحف الرمال أكرهت السلطات والسكان على حد سواء، فالسلطات مكرهة على قلع التراب المتراكم على الشبكات الحضرية بانتظام (الطرق، قنوات الصرف، إلخ)؛ بينما يتعين على السكان المحافظة على قطعهم الأرضية ومساكنهم ضد زحف الرمال.
هذه الظاهرة تعم المدينة بكاملها، غير أن القطاعات الأكثر تأثرا هي في الشمال (تيارت) وف الشمال الشرقي (دار النعيم) وفي الشرق (توجنين) وفي الجنوب الشرقي (عرفات). ويسعى مديرو الولاية بكفة الوسائل إلى التحكم في ضغط حركة الرمال بالوقوف في وجه تأثيراتها المتلفة والمحرجة.
وهكذا جاءت أشغال التشجير حول العاصمة لترمي من بين أمور أخرى إلى تثبيت الرمال وغر حزام أخضر للحماية. وللأسف فإنه لم يكن هذه المبادرة تأثير على مسار التصحر.
والـ 1.270 هكتار المستصلحة في إطار مشروع "الحزام الأخضر" تبدو مهددة بالهدم في الوقت الراهن، فقد اختف التشجير من ثلث هذه الاستصلاحات (حوالي 400 هكتار)، سواء بفعل ضغط الحيوانات السائبة والكزرات، أو بفعل تمدد التخطيط العمراني أو فقط بفعل انعدام الصيانة.