تحويل النظم الغذائية لصالح االنسان والطبيعة والمناخ: دعوة مشتركة للعمل الغذاء هو عنصر أساسي الستمرار الحياة على كوكب األرض،

سبت, 06/01/2024 - 15:13

الغذائية ً الحيوية للحفاظ على الصحة وتعزيز الرفاهية. كما يلعب الغذاء ً دورا مهًما في تعزيز الروابط االجتماعية، فهو يجمع الناس مع عائالتهم ومجتمعاتهم ويعكس ثقافاتهم ويقربهم من الطبيعة. نظم الغذاء، التي تشكل مصدر رزق لما يزيد عن 4 تعد الدعامة األساسية لالقتصاد والمجتمع في العديد من الدول. أمامنا فرصة ذهبية الستثمار الفوائد مليارات شخص، ُ الكبيرة التي تقدمها هذه النظم، وذلك بضمان األمن الغذائي والتغذية، وتعزيز القدرة على مواجهة تأثيرات التغير المناخي، والمساهمة في التخفيف من هذه التأثيرات والتكيف معها، باإلضافة إلى حماية الطبيعة والتنوع البيولوجي، وخلق اقتصادات ومجتمعات تتسم بالشمولية واإلنصاف واالزدهار في الوقت الحاضر، تواجه نظم الغذاء تحديات غير مسبوقة ومتزايدة بسرعة. هذه النظم تساهم في فقدان الطبيعة والتنوع فضالً عن التغير المناخي، وتدهور األراضي والتربة، واألزمات اإلنسانية، والنزاعات. ُيعد قطاع البيولوجي وتتأثر بهما، مسؤوالً عن أكثر من ثلث االنبعاثات الغازية الدفيئة، ويستهلك ما يصل إلى %70 من المياه الغذاء والزراعة العالمي العذبة، ويسهم فيما يصل إلى %80 من فقدان التنوع البيولوجي. النظم الغذائية غير المستدامة تقوض األمن الغذائي والتغذية، وتزيد من مخاطر تفشي اآلفات واألمراض، وتهدد سبل عيش المزارعين وغيرهم من العاملين في مقدمة نظم الغذاء. عدم توافر األمن الغذائي يجعل من الصعب على المستهلكين الوصول إلى غذاء مغٍذ، ميسور التكلفة، متنوع، ومنتج محلًيا بطريقة مستدامة. ُيعد سوء جودة النظام الغذائي السبب الرئيسي لألمراض غير المعدية والعامل األكبر للوفاة المبكرة حول العالم. حوالي %30 من الغذاء ُيفقد أو ُيهدر، وأكثر من 900 مليون شخص يعانون من انعدام األمن الغذائي - الكثير منهم يعملون في الزراعة - وأكثر من 3 مليارات ال يستطيعون تحمل تكلفة نظام غذائي صحي. تبلغ التكاليف االجتماعية واالقتصادية والبيئية الخفية المرتبطة بنظم الغذاء الحالية أكثر من 10 تريليونات دوالر أمريكي سنوًيا

ق ُتشكل هذه التقاطعات لألزمات حالة طارئة على المستوى العالمي ال سابق لها، تستدعي تحر ًكا ا واسع. نحن، الفاعلون من المؤسسات غير الحكومية الموقعون أدناه، نتشارك في رؤية تطمح إلى أن تحقق نظم الغذاء بحلول عام 2030 تقد ًما كبي ًرا وملمو ًسا يصب في صالح البشرية، الطبيعة، والمناخ. هذه الرؤية تتطلب التزا ًما جماعًيا وعز ًما لتحقيق تغييرات جذرية في طريقة إنتاجنا واستهالكنا للغذاء، مع التركيز على االستدامة والتوازن البيئي. إن التحدي الذي يواجهنا يتطلب تعاوًنا متعدد األطراف وجه ًودا مشتركة لتحقيق هذه األهداف الطموحة والحيوية لمستقبلنا

تحقيق هذه الرؤية لعام ،2030 سنعمل على إعادة تشكيل النظام الغذائي العالمي ليتناسب مع اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ، وإطار كونمينغ-مونتلاير العالمي للتنوع البيولوجي، وأجندة التنمية المستدامة ،2030 وأجندة شرم الشيخ للتكيف، لذلك، نحتاج إلى أهداف عالمية شاملة ومحددة بوقت لنظم الغذاء بحلول مؤتمر األطراف 29 كحد أقصى، ومسارات انتقالية لنظم الغذاءية قابلة للتنفيذ، مبنية على األدلة ومالئمة . محليا كفاعلين غير حكوميين، وحسب االقتضاء، سنترجم هذه ً إلى استراتيجياتنا وخططنا، ونضع ونحقق أهدافا مبنية على العلم للمناخ والطبيعة والنظم الغذائية، ونكشف ونبلغ عن التقدم ً بشكل شفاف، معتمدين على أفضل الممارسات ذات الصلة

بما يتماشى مع أدوارنا ومسؤولياتنا المختلفة، سنعطي األولوية لألعمال الحرجة وعالية األهمية لتحقيق ما يلي :

1 دعم العاملين في مقدمة نظم الغذاء للتكيف وبناء القدرة على التحمل في مواجهة مخاطر المناخ، وغيرها من الصدمات والضغوطات

 2 مواءمة نظم الغذاء مع مسارات 1.5 درجة مئوية، بتقليل االنبعاثات الغازية الدفيئة المطلقة من نظم الغذاء )بما في ذلك انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والميثان، وأكسيد النيتروز(، واالنتقال بعيًدا عن استخدام الوقود األحفوري ة في الدول النامية. ضمن نظم الغذاء، ودعم الوصول إلى الطاقة المتجددة، وخاص

3 3 معالجة الجوع المتزايد وضمان قدرة األفراد واألسر والمجتمعات الضعيفة والمناطق الهشة التي تعاني من مستويات أزمات من انعدام األمن الغذائي على تلبية احتياجاتهم الغذائية، والقضاء على الجوع وسوء التغذية بجميع أشكاله، مع األخذ في االعتبار أن تغير المناخ سيزيد من تفاقم هذه المخاطر

 4 نعمل على تطوير األمن الغذائي لتعزيز توافره وسهولة الوصول إليه وتكلفته المعقولة، دع ًما لنظم غذائية صحية ومغذية ومستدامة ومتناسبة محلًيا. نسعى للتحول نحو مصادر بروتين وطاقة متنوعة ونظم غذائية متوازنة تتماشى مع األهداف العالمية والظروف الوطنية

5 كما ندعم االنتقال إلى نهج مستدامة في إنتاج الغذاء وتوسيع نطاقها، والتي تحقق نتائج إيجابية لإلنسان والطبيعة والمناخ، مثل الزراعة البيئية، العضوية، التجديدية والنهج اإليجابية للطبيعة، واالستزراع المائي المستدام، إلى جانب إدارة المصائد السمكية بشكل مقاوم للمناخ، مع السعي لتحقيق فوائد متعددة تشمل رفاهية الحيوان، وجودة الهواء، والصحة العامة

6 نسعى أي ًضا لتعزيز األمن المائي وجودة المياه وتوافرها، من خالل اإلدارة المتكاملة لنظم المياه والغذاء، واستعادة النظم البيئية المتعلقة بالمياه

7 نركز على تحسين صحة التربة من خالل زيادة االستثمارات، وتوسيع البحوث، وتطبيق ممارسات صحية للتربة تزيد من الكربون فيها، وتمنع تلوثها، وتعمل على عكس تدهور األراضي

8 نلتزم بحماية والحفاظ على واستعادة الطبيعة والتنوع البيولوجي، وذلك من خالل وقف وعكس خسارة الغابات والنظم اإليكولوجية الهامة كاألراضي الرطبة، المراعي، السافانا، واألراضي الخثية. نهدف إلى المساهمة بفعالية في استعادة األراضي المتدهورة ومراعي الرعي

9  كما نسعى لتكثيف الجهود لتقليص فقدان الغذاء والهدر إلى النصف، وذلك باستخدام نهج االقتصاد الدائري التمويل متعدد

10 نعمل على إعادة توجيه التمويل ومواءمته وتقليل المخاطر المرتبطة به، وزيادة حجمه، شامالً األطراف، الخاص، الخيري، والمختلط. هدفنا هو تعزيز تكيف نظم الغذاء ومرونتها، باإلضافة إلى التخفيف من المخاطر، مع إعطاء األولوية لدول الجنوب العالمي، سد الفجوة التمويلية وزيادة الوصول المباشر للعاملين في مقدمة نظم الغذاء

في تنفيذ أجندة التحول الجماعية لنظم الغذاء، سنقوم بما يلي :

1 تركيز جهودنا على العاملين في مقدمة نظم الغذاء، مع التركيز بشكل خاص على النساء والشباب، لضمان أن يكون لديهم صوت وتأثير في عملية صنع القرار، ودعم وتقدير ومكافأة جهودهم في تغذية العالم مع اإلدارة الحكيمة لتلك النظم الطبيعية

2 تعزيز التحول العادل، بما في ذلك تطوير سبل العيش المنصفة وإشراك األطراف المعنية وحاملي الحقوق بشكل فعال في العمليات والخطط التي تؤثر عليهم، ومعالجة قضايا ألراضي وحقوق الموارد للمجموعات المهمشة؛

3 احترام حقوق الشعوب األصلية والمجتمعات المحلية، بما في ذلك حقوقهم في الحصول على الموافقة الحرة والمسبقة والمستنيرة، والارض، وتقرير المصير، مع االعتراف بالدور الرائد الذي يلعبونه في إنتاج نظم غذائية مستدامة؛

تعزيز فرص التعلم والتبادل والتنسيق بين الفاعلين غير الحكوميين ومع الحكومات على جميع المستويات. 4 تمثل الحكومات الوطنية عنص ًرا أساسًيا في تحول نظم الغذاء، حيث تساهم في خلق الظروف المناسبة التي تسرع من مساهمات الفاعلين غير الحكوميين، مما يعزز تحقيق الرؤية التي نسعى إليها. نعرب عن ترحيبنا بإعالن اإلمارات حول الزراعة المستدامة ونظم الغذاء المرنة والعمل المناخي، ونؤكد استعدادنا لدعم تنفيذه بطموح. نحث جميع الحكومات على تعزيز مساهماتها الوطنية المحددة بحلول عام 2025 نؤكد على الحاجة الملحة والفرصة المتاحة أمام الحكومات إلعادة توجيه السياسات الزراعية، وإعادة تخصيص الدعم الحكومي بعيًدا عن الممارسات الضارة، ومواجهة العقبات التجارية والمالية والتنظيمية، وإدخال إلزامية اإلفصاح عن المخاطر المتعلقة بالمناخ والطبيعة. ستساهم هذه الخطوات في تعزيز الطموح، تكافؤ الفرص، خلق حوافز، تشجيع االبتكار والبحث، ودفع االستثمارات الالزمة لتحويل نظم الغذاء. ندعو الحكومات إلى إشراك العاملين في مقدمة نظم الغذاء، والمدن، والمستهلكين، ومبادرات على مستوى المشهد، وجميع األطراف المعنية األخرى بشكل فعال ومعنوي في تطوير وتحديث مسارات نظم الغذاء الوطنية واستراتيجياتها المناخية طويلة األجل، مع االسترشاد بأفضل العلوم واألدلة المتاحة، ودمج اإلجراءات لنظم غذائية مستدامة في المساهمات الوطنية المحددة، وخطط التكيف الوطنية، واستراتيجيات وخطط العمل الوطنية للتنوع البيولوجي، وخطط التغذية الوطنية، واإلرشادات الغذائية الوطنية المبنية على الغذاء

نلتزم نحن وندعو جميع الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين إلى احترام وتقدير المعرفة التقليدية للشعوب األصلية والمعرفة المحلية للمزارعين، والصيادين، والرعاة، والمربين، مع التركيز بشكل خاص على دور النساء والشباب. يجب تعزيز قدرات المنظمات التي تمثل العاملين في مقدمة نظم الغذاء، لتمكين مشاركتهم الفعالة في المفاوضات المناخية والعمليات األخرى ذات الصلة التي تؤثر عليهم، ولتصميم أدوات محلية مالئمة، وحوافز، ودعم فني بالتعاون معهم. نطالب بتوفير الدعم المناسب للخسائر واألضرار لمساعدة المجتمعات الضعيفة على التكيف مع آثار المناخ والتعافي منها. ندرك ضرورة معالجة عدم التوازن في القوة وعدم المساواة في المجتمع، وتوفير دخول عادلة وأجور لجميع العاملين في نظم الغذاء. ندعو إلى زيادة الوصول إلى التأمين ضد المخاطر المناخية، والمنح، وأشكال الدعم األخرى حسب االقتضاء، ولالستثمار الكبير في البنية التحتية الفيزيائية والتكنولوجيات المتضمنة اجتماعيا،ً ال ُمدارة بأطر تنظيمية تحمي المصلحة العامة، بحيث تزدهر األجيال الحالية والمستقبلية من العاملين في مقدمة نظم الغذاء وتزدهر بينما ينتجون الغذاء ويحافظون على الموارد الطبيعية. نحن، الموقعون أدناه كفاعلين غير حكوميين، نمثل العاملين في مقدمة نظم الغذاء باإلضافة إلى الشركات، والمستهلكين، والمدن، والمجتمع المدني، والمعلمين، والمستثمرين، والمؤسسات متعددة األطراف، والحكومات اإلقليمية، والوكاالت البحثية، والجامعات، وغيرهم. نعي أن هذا جهد تشاركي متعدد األطراف، ولدينا أدوار متنوعة ومسؤوليات مشتركة في تحقيق انتقال عادل لنظم الغذاء. يجب أال تقع عبء هذا االنتقال بشكل غير متناسب على الدول والمجتمعات والمجموعات السكانية منخفضة الدخل. نلتزم بمراقبة وإبالغ سنوًيا عن جهودنا لتقدم أولويات تحول نظم الغذاء هذه ومجاالت التأثير األخرى حتى عام .2030 نحن مستعدون للعمل بشراكة مع الحكومات وكذلك مع بعضنا البعض. مًعا، يمكننا التعاون في قيادة جدول أعمال طموح ومشترك يفتح إمكانيات نظم الغذاء كواحدة من الحلول الرئيسية للناس والطبيعة والمناخ

التصنيف: 

الأخبار

الصفحات