حرائق الغابات

أربعاء, 08/30/2023 - 08:53

حرائق الغابات حرائق هائلة يصعب السيطرة عليها بسهولة؛ تندلع في الغابات والأراضي ذات الغطاء النباتي. وقد شهدت الأعوام الأخيرة زيادة في حدتها؛ ففي عام 2021، التهمت النيران ما يقرب من 7.7 ملايين فدان في الولايات المتحدة الأمريكية فقط. وبالرغم من أن هذا الرقم أقل من عام 2020 الذي التهمت فيه النيران 10.12 ملايين فدان، زادت صعوبة مكافحة الحرائق عن ذي قبل لسرعة انتشارها.

مثلث الحريق

يرجع حدوث حرائق الغابات إلى توافر ثلاثة عناصر: الحرارة، والوقود، والأكسجين. أما الحرارة فمصدرها الشمس أو الصواعق الرعدية أو أعواد الثقاب المشتعلة؛ وأما الوقود فمصدره الأشجار والأوراق الجافة والحشائش؛ وأما الأكسجين فيعمل على بقاء النار مشتعلة، وتنقل الرياح ألسنة اللهب إلى مناطق مختلفة.

أسباب حرائق الغابات

توجد أسباب طبيعية تساعد على حدوث حرائق الغابات، منها: الجفاف، والتغير المناخي، وارتفاع درجات الحرارة، والعواصف الرعدية، والرياح، والحمم البركانية. ولكن تشير الإحصاءات إلى أن الإنسان هو السبب الرئيسي وراء اندلاعها؛ فوفقًا لوزارة الداخلية الأمريكية، كان 90٪ من حرائق الغابات بفعل العامل البشري. ويمكن أن يكون لسلوك الإنسان آثار تدميرية إذا قل حرصه في أثناء حرق النفايات، أو إشعال النيران في معسكرات التخييم، أو استخدام الألعاب النارية بالقرب من الغابات والمناطق الخضراء، بالإضافة إلى حوادث السيارات والأعمال التخريبية مثل حرق الأشجار والمنشآت.

أنواع حرائق الغابات

لحرائق الغابات ثلاثة أنواع. أولًا: الحرائق التاجية وتصيب أعالي الأشجار والأغصان العالية، وتُعد من أخطر الأنواع وأشدها إضرارًا. ثانيًا: الحرائق الزاحفة وهي حرائق سطحية تشتعل في الحشائش والأعشاب والأوراق المتساقطة، ولكنها أخف الحرائق ضررًا ويسهل السيطرة عليها. وثالثًا: الحرائق الأرضية وتصيب ما هو دون سطح الأرض، وهي أبطأ الحرائق انتشارًا.

تأثير حرائق الغابات

من الآثار السلبية المباشرة لحرائق الغابات القضاء على مساحات واسعة من الغطاء النباتي، مثل الغابات المطيرة التي تستغرق وقتًا طويلًا لتعود إلى طبيعتها. وتتسبب الحرائق أيضًا في نفوق آلاف الحيوانات، وينجو بعضها بالاختباء تحت الأرض أو الهروب إلى مناطق آمنة. وكذلك ينتج عن حرائق الغابات دخان كثيف يؤثر في نقاء الهواء ويضر برئتي الإنسان، فضلًا عن انبعاث كميات هائلة من الميثان وثاني أكسيد الكربون؛ فتزداد درجات حرارة المناخ، وتتأثر مصادر المياه وجودتها ما يؤدي إلى تدمير مواطن الحيوانات.

          ورغم ذلك، فلحرائق الغابات آثار حميدة تعود بالنفع على توازن النظام البيئي؛ إذ تقضي على الحشائش والشجيرات، والأشجار الضعيفة والأوراق الجافة، وبقايا الكائنات الحية التي تعد وقودًا للحرائق الهائلة. ويترتب على ذلك أمور عدة؛ منها: حصول الأشجار القوية على مزيد من ضوء الشمس، ونمو نباتات جديدة، كما يمكن لبعض الكائنات التي تعيش في التربة الحصول على المواد الغذائية. كذلك تزداد خصوبة التربة بسبب تشرب المواد الغذائية الناتجة عن احتراق المواد العضوية، كما لا تنمو بذور بعض النباتات إلا بوجود الحرائق.

حلول تقنية

تكمن مشكلة حرائق الغابات في معرفة مكان الحريق فور اندلاعه وقبل انتشاره، وهنا يأتي دور التكنولوجيا. فمن خلال صور الأقمار الصناعية وبرامج الحاسوب، يمكن متابعة الغابات لرصد المناطق الساخنة التي يظهر في صورها دخان أو تبين وجود إزاحة للأشعة تحت الحمراء. وعند رصد المنطقة، تُرسل رسائل نصية إلى مديري وحدات الإطفاء تحتوي على إحداثيات الطول والعرض لمكان الحريق. وفي أستراليا، استخدمت شركة فايربول إنترناشيونال Fireball International أقمارًا صناعية في الكشف عن أماكن الحرائق، وبالفعل رصدت حريقًا بعد اندلاعه بنحو 66 ثانية، وتحققت منه في خلال 3 دقائق باستخدام الكاميرات والمستشعرات.

إذا أردنا معرفة متى يندلع الحريق قبل حدوثه، فهذا ما نفذه فريق من جامعة كاليفورنيا بسان دييجو من خلال تصنيع منصة معتمدة على الذكاء الاصطناعي في عمل خريطة لتوقع أماكن الحرائق؛ أطلق عليها فايرماب Map Fire .وتنشئ نموذج تعلم عميقًا يستخدم بيانات مختلفة، مثل الطقس والطبوغرافيا ودرجة جفاف النباتات، والتي تجمعها الأقمار الصناعية والكاميرات والمستشعرات في معرفة مكان اندلاع الحريق، واتجاهه، وسرعة انتشاره لمدة ست ساعات. وهكذا يمكن باستخدام فايرماب عرض البيانات البيئية آنيًّا، والتنبؤ بسلوك الحرائق ونمذجتها وإجراء التحليلات اللازمة للتعامل مع الحرائق المحتملة.

التصنيف: 

الأخبار

الصفحات