دعاية مغلوطة لكسب المال من خزائن الحاقدين في الولايات المتحدة الأمريكية

سبت, 06/06/2020 - 15:32

تابعت بالأمس الجمعة نشرة الأخبار في قناة فرانس 24 بالعربية وفي موضوع" الأحداث" التي تجري حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية بعد مقتل جورج فلويد، الأمريكي من أصول إفريقية. لقد لفت انتباهي حديث أحد ضيوف النشرة، وهو السيد توم حرب الذي قدمته القناة على أنه مدير "التحالف الأمريكي الشرق أوسطي للديمقراطية" حول وضعية السود في أمريكا، نافيا أن يكون هناك تمييزا أو عنصرية في المجتمع الأمريكي . ووصف ما يجري بأنه مجرد حادث فردي لا يستدعي كل هذا الزخم والمظاهرات والشغب. ومما أثار انتباهي في هذه المداخلة هو حديثه بشكل خاص عن العبودية وذكره لموريتانيا كدولة مازالت تمارس فيها تلك العادة السيئةحسب زعمه. استنجدت بمحرك جوجل لأعرف من هو توم حرب هذا، فإن كان نكرة من غوغاء الناس ،وممن لا يستحقون الرد تركته وشأنه، فهؤلاء عادة يلقون التهم جزافا وحاقدون على كل شيء فاكتشفت أنه أحد مستشاري ترامب ومسوقي صفقة القرن ومعروف باستماتته في الدفاع عن مواقف وقرارات ترامب. لا أعرف من أين استقى السيد توم حرب معلوماته عن العبودية في موريتانيا، ان لم يكن من الحركات العنصرية التي تنشر سمومها الآن في الغرب وتعطي معلومات مغلوطة تسهل لها الحصول على المال لكنها، بطبيعة الحال، معلومات مغلوطة ويكذبها الواقع. صحيح أن هنالك مخلفات لهذه الظاهرة السيئة لا تزال موجودة وتسعى الدولة للتغلب عليها فهناك وكالة تآزر المنشأة حديثا لتحسين أوضاع الأرقاء السابقين وهناك أيضا ترسانة من القوانين تجرم ظاهرة العبودية واكثر من ذلك أيضا هناك شعب طيب يستنكر تلك الظاهرة ويناصر المظلومين وأجهزة أمن تقوم على إرساء العدالة والنظام ولا تقتل المواطنين بدم بارد. وعلى كل حال لست هنا بصدد الدفاع عن موريتانيا ومناهضتها للعبودية أمام من يحمل معلومات مغلوطة ولا يسعى للتحقق منها قبل أن يلقي التهم جزافا، إنما أردت فقط أن أقول للسيد توم حرب إن هذه ليست معركتك. تحدث عن العنصرية في أمريكا وقتل الزنوج من قبل الشرطة في وضح النهار ودافع عن ذلك بما شئت، دافع عن قرارات سيدك المتعلقة بتأزيم الوضع وعدم الاستماع لأصوات المتظاهرين المطالبة بالعدالة، أنت وشأنك في ذلك لكن دع موريتانيا وشأنها. بسم شبكة مجلس المنظمات الغير حكومية الوطنية لدعم التنمية المستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية. احمد فال بوموزونه

التصنيف: