لتصحر هو تدهور الأراضي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة. ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى الأنشطة البشرية والتغيرات المناخية. ولا يشير التصحر إلى توسع الصحارى القائمة. ويحدث ذلك لأن النظم الإيكولوجية للأراضي الجافة والتي تغطي أكثر من ثلث مساحة الأرض في العالم معرضة بشدة للاستغلال المفرط والاستخدام غير الملائم. الفقر، وعدم الاستقرار السياسي، وإزالة الغابات، والرعي المفرط، وممارسات الري السيئة يمكن أن تتلف جميعها إنتاجية الأرض
حيث يتعرض أكثر من 250 مليون شخص للتأثر مباشرة بالتصحر، ويتعرض نحو بليون شخص في أكثر من مائة بلد للخطر. ويشمل هؤلاء الأشخاص العديد من أفقر سكان العالم وأكثرهم تهميشاً وأضعفهم مواطنة سياسياً
ونظراً لأهمية هذه القضية فقد اعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن التصحر والجفاف من المشاكل ذات البعد العالمي حيث أنهما يؤثران على جميع مناطق العالم، وأن العمل المشترك من جانب المجتمع الدولي ضروري لمكافحة التصحر والجفاف، وبخاصة في أفريقيا، كان هذا في يوم 17 حزيران / يونيه ” اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف “بموجب قرارها A/RES/49/115 الذي اُعتمد في كانون الأول / ديسمبر 1994
ومنذ ذلك التاريخ يتم الإحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف كل عام لتعزيز الوعي العام بالجهود الدولية لمكافحة التصحر. بهدف تعزيز الوعي العام بتدهور الأراضي وجذب الانتباه إلى تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر
ولتحقيق أقصى قدر من التأثير، تدعو أمانة اتفاقية مكافحة التصحر جميع الدول ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية وأصحاب المصلحة إلى لفت الانتباه إلى قضايا الأراضي وتثقيف الجمهور بشأن الأساليب الفعالة لتحقيق حياد تدهور الأراضي من خلال ن الأفلام الوثائقية وتنظيم المؤتمرات واجتماعات المائدة المستديرة والحلقات الدراسية والمعارض المتعلقة بالتعاون الدولي لمكافحة التصحر وآثار الجفاف
ويعمل الأطراف في الاتفاقية وعددهم 195 طرفاً من أجل تحسين الظروف المعيشية للناس في الأراضي الجافة، والحفاظ على إنتاجية الأراضي والتربة واستعادتها، والتخفيف من آثار الجفاف. واتفاقية مكافحة التصحر ملتزمة بشكل خاص بنهج من القاعدة إلى القمة، وتشجع مشاركة السكان المحليين في مكافحة التصحر وتدهور الأراضي. وتيسر الأمانة التعاون بين البلدان المتقدمة النمو والبلدان النامية، ولا سيما حول المعرفة ونقل التكنولوجيا من أجل الإدارة المستدامة للأراضي
وبما أن ديناميات الأرض والمناخ والتنوع البيولوجي ترتبط ارتباطاً وثيقاً، فإن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر تتعاون تعاوناً وثيقاً مع اتفاقيتي ريو الأخريين؛ واتفاقية التنوع البيولوجي، واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، لمواجهة هذه التحديات المعقدة بنهج متكامل واستخدام الموارد الطبيعية على أفضل وجه ممكن
“تدهور الأراضي والهجرة“
وفي هذا العام، يدرس اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف الصلة الهامة بين تدهور الأراضي والهجرة. وتشمل أسباب الهجرة والتحديات الإنمائية تدهور البيئة وانعدام الأمن الغذائي والفقر والعديد من الأمور أخرىوتبحث احتفالات هذا العام طرقاً محددة عن طريقها يمكن للمجتمعات المحلية ان تبني القدرة على الصمود أمام التحديات الإنمائية الحالية المتعددة الجوانب من خلال ممارسات الإدارة المستدامة للأراضي. وينبغي لهذا اليوم أن يُذكّر الجميع بالدور الهام الذي تؤديه الأرض في إنتاج الأغذية وتوليد العمالة المحلية، فضلاً عن قدرتها على إضافة استدامة واستقرار وأمن للأماكن المتأثرة بالتصحر. تستضيف واغادوغو، عاصمة بوركينا فاسو، الاحتفال العالمي لعام 2017، الذي تنظمه وزارة البيئة والاقتصاد الأخضر وتغير المناخ
التصحر وأهداف التنمية المستدامة
قد أعلنت خطة التنمية المستدامة لعام 2030 “أننا مصممون على حماية الكوكب من التدهور، بما في ذلك الاستهلاك والإنتاج المستدامين، وإدارة موارده الطبيعية على نحو مستدام، واتخاذ إجراءات عاجلة بشأن تغير المناخ، حتى يتسنى له أن يدعم احتياجات الحاضر، أجيال المستقبل”. وعلى وجه التحديد، ينص الهدف 15 على تصميمنا على وقف وعكس اتجاه تدهور الأراضي