يبدو أن نقاط الثلج، التي تميز الاحتفالات بأعياد الميلاد، بدأت تتلاشى من الوجود بفعل التغير المناخي، خاصة في المنطقة الواقعة في نصف الكرة الشمالي، ونشرت صحيفة (الغارديان) البريطانية؛ تقريرًا ذكرت فيه أن هناك 6 مدن في “القطب الشمالي”، بداية من ولاية “آلاسكا” الأميركية وحتى دولة “فنلدنا” في أوروبا، تعاني بشدة من آثار ظاهرة التغير المناخي.
وشهدت فترة الربيع، في “السويد”، حدوث فيضانات؛ بينما ضربت ألسنة النار الكثير من الغابات القريبة خلال فصل الصيف، كما شهدت مدينة “روفانييمي”، العاصمة الإدرارية لإقليم “لابّي” بـ”فنلندا”، صيفًا شديد الحرارة والجفاف تخطت فيه درجات الحرارة 30 درجة مئوية على مدار عدة أسابيع متتالية، بينما بدأ فصل الشتاء متأخرًا لدرجة أن العاملين في تنظيم الرحلات السياحية اضطروا إلى تغيير خططهم، وإلغاء الرحلات الإستكشافية عبر البحيرات عندما وجدوا أن الجليد لا يزال شفافًا للغاية.
وصرح مدير مكتب “فيسيت روفانييمي”، “سنا كاركعينين”، لصحيفة (البايس) الإسبانية؛ بأن: “البحيرات عادة ما تكون مغطاة بالثلج، لكن المناخ تغير كثيرًا خلال السنوات الثلاث أو الخمس الماضية، إذ كان أكثر استقرارًا من الآن وبات ينتقل من درجات الحرارة المرتفعة للغاية إلى شدة البرودة بشكل مفاجيء”.
وفي مدينة “نورث بول” بولاية “آلاسكا” الأميركية، لم تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض سوى الأسبوع الماضي، بينما كانت تتساقط أول الثلوج في كل عام خلال تشرين أول/أكتوبر، لذا إعتاد سكان مدينة “فاريبانكس”؛ القريبة رؤية الأمطار الباردة خلال هذه الفترة من العام.
الزراعة تتأثر بشدة بالتغير المناخي..
ذكرت صحيفة (لابانغوارديا”، أن العالم مهدد بنقض الموارد الغذائية وضعف جودتها بسبب تأثر الزراعة بالتغير المفاجيء لدرجات الحرارة وإحترار الأرض، وحذرت من أن هذه الظواهر سوف تظهر بشكل أكثر كثافة خلال السنوات المقبلة.
وأصدرت “المفوضية الأوروبية” تقريرًا حول الأوضاع المناخية حذرت فيه من زيادة حدة التغير المناخي وأشارت إلى أن آثاره سوف تطال كل شيء حتى الأطباق التي نتناولها كل يوم، وذكرت أنه خلال فصل الصيف لعام 2018، شهدت “أوروبا” ظروفًا جوية قاسية كانت لها آثارًا خطيرة على المواد المزروعة، ومثال على ذلك أن الجفاف الذي شهدته المناطق التي تقع في منتصف القارة أدى إلى نقص كميات الحبوب في “الاتحاد الأوروبي”، بنسبة 8%، عن معدل السنوات الخمس الماضية.