وُضِعَ الإنسان على هذا الكوكب الذي لم تشوبه شائبة، فكان ممتلئًا بالحياة والكائنات الخلابة، كلُّ ما عليه يقوم بدوره في دائرة الحياة المحكمة، متعايشًا مع الكوارث الطبيعية التي لا مفر منها، ومتحملًا التغيرات التي تنتج عنها. وإنه لمن المدهش أن ندرك الآن وقد عرفنا ما عرفنا عن تاريخ الإنسانية على الأرض أننا – نحن البشر – قد بدأنا مثلنا مثل أي كائن آخر عليها. فتخبرنا الأدلة أن البشر الأوائل شربوا من الأنهار والجداول القريبة، وأكلوا مما توفر لهم من نباتات، وأسماك وحيوانات أليفة؛ ليعيشوا يومًا آخرًا. كما سعوا لإيجاد ملجأ لهم من الكائنات المفترسة والظواهر التي لم يعرفوا لها تفسيرًا.