التأثير العمراني للسباخ الملحية

ثلاثاء, 02/07/2017 - 15:10

تشرف السباخ على منخفض آفوط الساحلي طويل الامتداد، وبعرض عدة كيلومترات في بعض مقاطعه. وتقع مباشرة خلف الشريط الساحلي (في الجزء الغربي من المدينة، بمستوى ارتفاع كثيرا ما ينخفض عن مستوى سطح البحر). وغالبا ما تطفو البحيرة الملحية على سطح هذه السباخ، وهو ما يضاعف خطر الفيضانات وزحف مياه البحر ومياه نهر السنغال ومياه الأمطار. هذا إضافة إلى تغلغل مياه البحر الناجم عن المد من خلال الكثبان الشاطئية مما يحدث أحيانا فيضانات بالغة الخطورة.

ويتضح من الشكل المقابل أن السباخ المنخفضة تحاصر موضع المدينة من 3 جهات ونصف، بينما تهددها الرمال الزاحفة من الجهة المتبقية (الشمال). وكلها عوامل معيقة للنمو الحضري.

ويشكل تأثير المياه الآسنة والتربات الملحية خطرا كبيرا على نوعيات الإسمنت الأكثر استخداما والتي تتهالك بسرعة. في هذا المنخفض الذي تغلب عليه السباخ لا يجدي غير مواد البناء الباهظة التكلفة (مواد البناء والأساسات المقاومة للملح والحد من طفو المياه المالحة) فهي وحدها التي يمكن أن توفر ضمانات مستدامة.

هذه الوسائل باهظة الثمن ليست في متناول أغلبية السكان، والبحيرة مالحة تؤثر تأثيرا متلفا هاما على أنابيب المياه وعلى قنوات شبكة الصرف الصحي. كما أن الصرف الصحي الفردي صعب هو الآخر، لأن حفر البرك يصطدم بقرب المياه المالحة. وأخيرا فتغيرات مستوى البحيرة تؤثر على الضغط المائي الساكن ويتلف البرك الصمامة.

ومورفولوجيا يتميز هذا المنخفض بفرع يتقدم نحو داخل القارة باتجاه جنوب غرب، وهو ما يفسر وجود مناطق مهددة بالغمر في أحياء كثيرة من العاصمة من بينها لكصر ودار النعيم والسبخة والميناء وتفرغ زينه.

ويحد وجود البحيرة المالحة التي تطفو أحيانا على السطح من التمدد الطبيعي نحو الجنوب الغربي بسبب السباخ التي تؤثر سلبا على المنشآت القائمة. وفي الأجزاء الغربية من مقاطعتي السبخة والميناء تلحق هذه البحيرة أضرارا بالغة بالبنايات الموجودة (الجدران متآكلة من الأسفل) بسبب ملوحة التربة وارتفاع المياه المالحة (الشكل 1).

وينظر إلى هذه المناطق كمناطق خطيرة على المباني خاصة بعد حالات الغمر الرهيبة التي اجتاحتها 1995، لأنه زيادة على الملوحة، تتميز تربتها بمسامية كبيرة تحولها إلى مستنقعات أحيانا، حتى عند التهاطلات الضعيفة.

التصنيف: