ا التأثيرات الإيجابية لفيروس كورون

أربعاء, 07/15/2020 - 16:45

على الرغم من تلك الأوضاع المأساوية التى نكابدها من جراء تفشى فيروس كورونا المستجد والذى أصاب الجميع بالهلع والخوف وكان بمثابة المنجل الذى حصد أرواح الكثيرين والذى توقفت معه عجلة الحياة بعد أن تم الحظر الكلى فى معظم بلدان العالم ..كما أنه ليس بخفى ماترتب على ذلك الحظر وأيضاً الإجراءات الإحترازية المشددة من نتائج وخيمة على الأوضاع الاقتصادية مع توقف الإنتاج وتراجع التحركات وتوقف المصالح والأعمال التجارية ..وقد ألقت هذه التداعيات بظلالها الكثيفة على الكثير من مناطق العالم ولاسيما تلك الدول التى تعانى من قلة الموارد الإقتصاديةفى العديد من دول العالم الثالث والقارة الإفريقية على نحو خاص

إلا أنه على الرغم من تلك البلوى المحرقة التى يتلظى بنيرانها معظم سكان العالم إلا أن هناك العديد من الأيادى البيضاء لها والفوائد والدروس النافعة التى يجب أن ننتبه إليها إذ أن من شأنها أن تعود بالنفع على البشرية والتى يمكن أن تفتح أمامنا فصل جديد من كتاب الحياة.. من تلك الأثار الجانبية الإيجابية تراجع نسبة الكربون والتى تحققت مع تلك التعليمات والإجراءات الإحترازية التى اتخذتها الدول للحد من إنتشار الفيروس وهو ما أدى إلى تراجع حركة السفر والنشاط الاقتصادى عبر العالم .. وقد أسفر عن ذلك تراجع حالة التزاحم والإختناقات المرورية وساعة الذروة فى العديد من مدن العالم حيث تراجعت على نحو ملحوظ فى مدينة نيويورك لتصل إلى % 47 عن ماكانت عليه فى السابق .. وقد أدى ذلك إلى إنخفاض مستوى الملوثات فى الغلاف الجوى وعلى رأسها أول أكسيد الكربون وثانى أكسيد الكربون ويتوقع الخبراء أن مع دوران عجلة الحياة ورجوع الموظفين إلى مقار أعمالهم سيبدأ مستوى التلوث فى الصعود مرة أخرى ولن يبقى هناك أية أثر لذلك التأثير الإيجابى .. من النتائج والأثار الإيجابية التى ترتبت على جائحة فيروس كورونا هو تراجع نسبة غازات الصوبة نتيجة حظر السفر وتوقف حركة الطيران إذ من المعروف أن كمية غازات الصوبة الموجوة فى الغلاف الجوى قد وصلت إلى 900 مليون طن والتى كان من المتوقع أن تصل إلى ثلاثة أضعاف ماهى عليه فى 2050 .. إلا أنه مع عودة إستئناف حركة الطيران بعد توقف الوباء والذى يعني إستخدام المزيد من كميات الوقود سرعان مايعود إلإرتفاع فى كمية غازات الصوبة فى الغلاف الجوى وهو مايعنى تلاشى وعدم إستدامة ذلك الأثر الإيجابى الذى تحقق مع تفشى فيروس كورونا .. وعلىى الرغم من ذلك فإن الإحصائيات تؤكد على أن نسبة غازات الصوبة فى الصين قد تراجعت بنسبة 25% وذلك فقط خلال الأربعه الأسابيع الأولى لإنتشار فيروس كورونا وقد أكدت أحد الدراسات أن ذلك التحسن فى جودة الهواء الذى حدث خلال الشهرين الأولين من ذلك العام أدت إلى حفظ حياة 4000 طفل فى الصين تحت سن 5سنوات و 37 ألف ممن هم من الفئة العمرية فوق السبعين عاماً .. وعلى الرغم من أهمية تراجع كمية غازات الصوبة فى الغلاف الجوى إلا أن هذا التراجع سوف يصبح مقترناً بإستمرار ذلك الفيروس وهو ما لايعد بالحل العملى إذ إنه مع إنحسار الفيروس فإن ذلك الأثر الإيجابى سوف يتلاشى وسيعاود أدراجه.. بل ويتوقع الخبراء أن يكون ذلك على نحو أكبر مماحدث مع الأزمة الإقتصادية فى 2008 والتى أسفرت عن تراجع غازات الصوبة بنسبة % 1 وبعدما إنفرجت زادت الكمية على نحو أكبر مما كان عليه قبل الأزمة .. ومن ثم فإنه وكما قال «جوتيرش » الأمين العام للأمم المتحدة «إننا لن نحارب التغير المناخى من خلال الفيروس إذ أنه مع تلك الإجراءات التى يتم إتخاذها لتوقيف إنتشاره لن يصبح لدينا القدرة على الإحتفاظ بذلك التأثير الإيجابى على التغير المناخى .. وعلى الرغم من تلك الحقائق إلا أن هذه النتائج والأثار الإيجابية يمكن أن تستمر وذلك لن يكون رهناً باستمرار تفشى الفيروس ولكن من خلال الحفاظ على استمرارية ذلك النمط التعايشى الجديد الذى أسفر عن ذلك الفيروس سيصبح المنفعة والأثر الإيجابى والدروس المستفادة ..ويعد نمط العمل عن بعد والذى ولد من رحم ذلك الفيروس والذى تزايد العمل به مع تفشيه سوف يكون بمثابة الأثر الإيجابى الذى سوف يستمر والذى معه سوف تتراجع نسب غازات الصوبة ومن ثم مكافحة ظاهرة التغير المناخى

بقلم

د عماد الدين عدلي

مـنـتــدى الـبـيـئــة

التصنيف: