جددت وزيرة البيئة المصرية، الدكتورة ياسمين فؤاد، الدعوة إلى سرعة التحرك الدولي لرفع سقف الطموح فيما يتعلق بقضايا التكيف مع التغيرات المناخية، وذلك في إطار قيادة كل من مصر وإنجلترا التحالف الخاص بالتكيف والمرونة، والذي يسعى إلى تحديد الأولويات والمبادرات، وبذل المزيد من الجهد، وتدبير التمويل اللازم لقضايا التكيف مع تغير المناخ، والتي تُعتبر أولوية للدول النامية، لمواجهة التداعيات المتسارعة للتغيرات المناخية، والتي تطال الجميع، دون تفرقة بين دول أو شعوب العالم
وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، عقدت “فؤاد” مجموعة من اللقاءات والاجتماعات مع عدد من المسؤولين والخبراء الدوليين والسفراء، لبحث الاستعدادات الجارية لقمة العمل من أجل المناخ، المقرر عقدها يوم 23 سبتمبر الجاري، من ضمنهم القائم بأعمال السفير البريطاني بالقاهرة، نيراف باتيل، وسفيرة فنلندا بالقاهرة، لورا كانسيكاس، ومدير برنامج التخطيط والتعاون بمنظمة الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا “نيباد”، إيثيرين ليسينغ، بحضور قيادات الوزارة وجهاز شؤون البيئة
وخلال اجتماعها مع القائم بالأعمال البريطاني والوفد المرافق له، تطرقت “فؤاد” إلى رئاسة مصر للمجموعة الأفريقية في مفاوضات تغير المناخ، باعتبارها الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، وقامت بإطلاق ودفع المبادرة الأفريقية للتكييف مع تغير المناخ، مشيرةً إلى أن مصر تعمل على تفعيل التعاون المتوازي لاتفاقيات الأمم المتحدة الثلاثة المعنية بتغير المناخ والتنوع البيولوجي ومكافحة التصحر، وكيفية الاستفادة من المصادر المتاحة، وتوظيفها في هذه المجالات وشددت الوزيرة على ضرورة التزام كافة دول العالم بالحفاظ على التوازن البيئي العالمى، مؤكدةً على أهمية مستقبل العمل المناخي، وتطرقت إلى أهمية زيادة رفع الوعى البيئي بالتغيرات المناخية للمجتمع المدني، فيما أكد “باتيل” استعداد بلاده للتعاون مع مصر في العديد من المجالات البيئية، ومنها إدارة المخلفات الصلبة، وتغير المناخ، والتنوع البيولوجي، ووجه الدعوة للوزيرة لتكون “ضيف شرف” الفاعلية التي تنظمها السفارة البريطانية بالقاهرة فى أكتوبر المقبل، حول التغيرات المناخية وتطرق الاجتماع بين وزيرة البئية وسفيرة فنلندا بالقاهرة، إلى بحث استعدادات البلدين للمشاركة في قمة المناخ، والتوقعات الخاصة بالإجراءات والقرارات الناتجة عنها، ومدى قربها من الأهداف الطموحة التي تضعها كلا البلدين، وأكدت “فؤاد” أن التكيف والمواجهة لآثار التغيرات المناخية هو أولوية للمناقشة خلال القمة، خاصة في ظل قيادة مصر وبريطانيا لتحالف التكيف والمواجهة، والذي يسعى للخروج باجراءات تنفيذية، وهو أحد التحالفات المعنية بها القمة
وناقش الجانبان دور مصر فيما يخص التنوع البيولوجي، في إطار رئاستها لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، حيث استعرضت وزيرة البيئة الاجراءات التي تتخذها مصر في هذا المجال، ومنها المبادرة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، بشأن دمج مسار اتفاقيات الأمم المتحدة الثلاثة، والعمل على خارطة الطريق للتنوع البيولوجي لما بعد 2020، بدعم من كافة الشركاء
ومن جانبها، أكدت “كانسيكاس” أن الحكومة الفنلندية تتطلع للخروج بأهداف واجراءات طموحة خلال القمة، خاصةً في ظل تولي بلادها رئاسة الاتحاد الأوروبي، والاهتمام المتزايد بقضية المناخ، والتي تؤثر على العالم بأسره، كما أشارت إلى أن بلادها لديها خطة عمل للتحول للاقتصاد الدوار، ورحبت بالتعاون مع مصر في هذا المجال، خاصةً مع توجه مصر لدمج الاقتصاد الدوار ضمن محاور قانون البيئة الجديدكما تناول اجتماع وزيرة البيئة مع وفد “النيباد” عدداً من الموضوعات، من بينها الإعداد لقمة المناخ، ورؤية مصر لكيفية تفعيل المبادرة الأفريقية للتكيف، بعد أن نجحت مصر في ضمها ضمن المبادرات التي سيعلنها تحالف التكيف والمرونة، خاصة فيما يخص التكيف لقطاع التنوع البيولوجي، والذي يعد واحدا من أهم الموضوعات التي تتطلع كافة دول القارة إليها، واتفق الجانبان على دعم المبادرات التي تستهدف توفير “وظائف خضراء”، تربط بين تغير المناخ والتنوع البيولوجي، من خلال ما تم من تجارب ناجحة في العديد من الدول الأفريقية