انطلقت اليوم الثلاثاء في نواكشوط أشغال ورشة وطنية للتحقق من صحة البيانات المتعلقة بجرد كمية المبيدات المنتهية الصلاحية في موريتانيا، واختيار مواقع المخازن المناسبة لتأمين وإزالة هذه الكمية.
وتنظم هذه الورشة من طرف وزارة التنمية الريفية بالتعاون مع اللجنة المشتركة لمكافحة آثار الجفاف في الساحل"سيلس"و منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة"الفاو"وبدعم من الصندوق العالمي للبيئة.
وأكد الأمين العام لوزارة التنمية الريفية، السيد أحمدو ولد بوه، في كلمة بالمناسبة، أن قطاع التنمية الريفية يعمل على اتخاذ كافة التدابير لتحسين وتفعيل التقانات والطرق الزراعية ووسائل حماية ووقاية النباتات من مخاطر الآفات التي تشكل أهم العوائق التي تواجه الإنتاج الزراعي مما يتطلب استخدام كميات من المواد المختلفة والمبيدات التي يقصد من وراءها زيادة الإنتاج وضمان جودة المحاصيل مع مراعاة الحفاظ على البيئة.
وبين أن بلوغ هذا الهدف يتطلب إطلاق تفكير جدي يهدف إلى أتباع أساليب زراعية حديثة ومستدامة قائمة على ترشيد وعقلنة استخدام المبيدات والأسمدة واستنباط أصناف زراعية مقاومة للجفاف والحرارة والآفات الزراعية، مشيرا إلى أن بلادنا كانت سباقة في اعتماد وتطبيق نظام إدارة مخزون المبيدات الحشرية عندما تم وضعه لأول مرة من طرف منظمة الأمم المتحدةلأغذيةوالزراعة"الفاو".
وبدوره أشار المدير العام لمعهد الساحل، الدكتور محمد عبد الله باباه، إلى أن استخدام المبيدات ظل في ازدياد مطرد نتيجة استخداماتها لزيادة الإنتاج الزراعي والغابوي والفلاحي وسعيا لضمان الصحة العامة والنظافة في دول المنطقة.
وأضاف أن تكدس مخزونات من المبيدات التالفة في بلدان الساحل بصورة عامة في ظل ضعف وعدم ملائمة البنى التحتية للتخزين وغياب بنية تحتية مناسبة للتخلص منه، يشكل تهديدا كبيرا على صحة السكان والأمن الغذائي في منطقة الساحل.
ونبه المدير العام لمعهد الساحل إلى أن اللجنة المشتركة لمكافحة آثار الجفاف في الساحل"سيلس" تقدمت بطلب إلى كل من صندوق البيئة العالمي و منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة(الفاو)، للحصول على دعم مالي و فني لتمويل وتنفيذ مشروع للتخلص من المبيدات التالفة.
أما ممثلة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة(الفاو) في موريتانيا، السيدة آرينا بتود، فقد نبهت إلى أن المشروع الجهوي للتخلص من المبيدات التالفة في المنطقة تم إطلاقه منذ ٢٠١٠ من طرف البلدان الأعضاء في اللجنة المشتركة لمكافحة آثار الجفاف في الساحل وبتمويل من هذه الدول وبعض شركائها في التنمية.
وقالت إن هذا المشروع يجسد إرادة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة(الفاو) والمنظمات الإقليمية وكذا الدول المعنية بوضع طاقم للتدخل الجهوي والمندمج لتسيير المبيدات والآفات الزراعية في الساحل وفي إفريقيا الغربية.
وأشارت إلى أن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة(الفاو) اعتمادا على الخبرات الوطنية والإقليمية قامت بجرد المبيدات التالفة في تسع دول في منطقتنا من ضمنها موريتانيا التي أجري فيها هذا الجرد في الفترة ما بين ١٤ و٢٤ نوفمبر٢٠١٧ على مستوى ١١ولاية ،مشيرة في هذا السياق إلى أن المعطيات تم تحليلها ومعالجتها وتقديمها رسميا إلى السلطات المعنية.
جرى حفل الافتتاح بحضور الأمينين العامين لوزارتي البيئة والتنمية المستدامة والنفط و الطاقة والمعادن.